المتحف الكبير رسالة خالدة من مصر للعالم
ساعات قليلة تفصلنا عن الإحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير، وبات كل مصري محب وغيور علي مصر يتباهي بهذا الحدث الذي تضع له معظم دول العالم خارطة زمنية وشاشات لتشاهده علي الهواء مباشرة فهو لم يعد حفل قاصر علي مصر والمصريين فقط بل لحميع أبناء شعوب العالم وهو مايدعو للفخر والتفاخر ب ٧الاف سنه حضارة ٠
يخايلني زخم من مشاعر الفخر والزهو بهذا المنجز المصري العظيم، الذي شرفتُ بزيارته في مستهل العام الجاري وقبل شهور من الاعلان عن الافتتاح ، إذ شاهدت عن قرب هذا الصرح الحضاري الفريد الذي يُعد أعظم شاهد على عظمة مصر وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.
إن إفتتاح فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمتحف، بحضور ضيوف مصر من قادة وزعماء العالم سيكون لحظة تاريخية فارقة ونقلة نوعية في مسيرة السياحة والآثار المصرية، إذ يبرز وجه مصر الحديث القادر على الجمع بين الأصالة والمعاصرة. فالمتحف، بما يحتويه من كنوز وآثار فريدة، يجسد روح الحضارة المصرية في أبهى صورها، ويقدمها للعالم بأحدث تقنيات العرض المتحفي، ليصبح بحق أكبر وأهم متحف أثري في العالم، ونافذة مشرقة تُعيد الاعتبار للتراث المصري وتقدمه للأجيال القادمة وللعالم بروح عصرية تليق بعظمة هذا الوطن.
خلال زيارتي للمتحف تعرفت على تاريخ العمل في هذا المشروع العملاق والذي يستهدف ان يكون صرحًا ثقافيًا واقتصاديًا ومؤسسة علمية تعليمية عالمية.
كما أن المتحف المصري الكبير يعمل على إستعادة جموع الشعب المصري للارتباط بتاريخهم المجيد، ويعرّف بما قام به المصري لخدمة الإنسانية والحضارة منذ آلاف السنين، وصولًا الى الجمهورية الجديدة التي جسدت بهذا المشروع حلمًا بدأ قبل اكثر من ثلاثين عامًا.
وقد تضمنت زيارتي مشاهدة منطقة المسلة والبهو والدرج العظيم الذي يعد من اكثر الأماكن تفردا بالمتحف، ويميزه عن أي متحف على مستوى العالم، حيث يعرض عليه مجموعة من أفضل واضخم القطع الأثرية التي تجسد روائع فن النحت بمصر القديمة وينتهي بمشهد بانورامي يُظهر اهرامات الجيزة الخالدة.
ويلفت نظري قبل الإفتتاح الكبير، ما صرح به أحد خبراء الأمن من انه لم يعد الحديث عن أمن مصر مجرد انطباع أو دعاية، بل حقيقة يلمسها كل من تطأ قدماه أرضها، من شوارع القاهرة إلى سواحل الإسكندرية ودهب وشرم الشيخ، يسير المواطن والسائح على السواء مطمئنًا، في بلد بات نموذجًا إقليميًا في الحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة والإرهاب. ولعل شهادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة شرم الشيخ للسلام، حين أكد أن "مصر من أكثر الدول أمنًا في المنطقة"، كانت انعكاسًا صادقًا لمكانة الدولة واستقرارها في نظر العالم.
ان المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل هو رسالة خالدة من مصر إلى العالم، تجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر ورؤية المستقبل، وسيكون افتتاحه إضافة ثقافية وفنية واقتصادية كبرى تعكس مكانة مصر وريادتها، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الحفاظ على التراث الإنساني وتقديمه في أبهى صورة. إنه هدية مصر للعالم، ودليل قاطع على أن المصري المعاصر قادر بعزيمته وإبداعه على استكمال مسيرة الحضارة والإنجاز التي بدأها أجداده العظماء منذ آلاف السنين.

